...

الخلايا الجذعية وعلاج البشرة

ما هي الخلايا الجذعية؟ وما هي فائدتها التي تدخل على إثرها في العلاجات التجميلية والعناية بالبشرة؟ تتكاثر المُصطلحات والآليات في المجال التجميلي بشكلٍ دوري، ومن أبرز ما يتم عمل الأبحاث عليه وتطبيقه بالفعل في الآونة الأخيرة العلاج باستخدام الخلايا الجذعية، فكيف يتم الحُصول عليها؟ وما هي آلية عملها؟

ما هي الخلايا الجذعية؟

على الصعيدين الطبي والتجميلي تُعد الخلايا الجذعية من الآليات الواعدة، والتي أمست تدخل في العديد والعديد من العلاجات والإجراءات، ومن المُتوقع أن تتزايد نسب استعمالها ورُبما الاعتماد عليها حتى بشكلٍ كبيرٍ في قادم الأيام، ولكن.. ما هي؟

يتم تعريف الخلايا الجذعية في العُلوم الطبيعية على أنها من صور المواد التي يتم وصفها بكونها خام، وهذا اللقب يُطلق على المواد التي تُعتبر ركيزةً أساسيةً تدخل في تكوين وتركيب خلايا أُخرى بشكلٍ رئيسي.

فنجد أن الخلايا الجذعية تنقسم بشكلٍ مهول، وانقسامها ينتج عنه خلايا أُخرى، تُعرف في الصعيد العلمي باسم الخلايا الوليدة \”daughter cells\”، وهذه الخلايا بدورها لها احتمالين، إما أن تُصبح خلايا جذعية أُخرى، أو أن تبدأ في التمايز والتخصص، لتحمل أدوارًا ووظائف أُخرى لم تكُن تقُم بها في وضعها السابق.

فبعض هذه الخلايا يُمسي أحد جُنود خلايا القلب، وغيرها ينضم لخلايا الدماغ، فالدم، الأعصاب وحتى العظام، وفي واقع الأمر هذا يُعد من أكثر الأمور المُبهرة والمُثيرة حول الخلايا الجذعية، فالجسم برُمته بكامل ما يشتمل عليه من أجهزةٍ لا تقوى فيه خلايا على توليد أنواعٍ أخرى جديدة على غير نوعها.

ما يعني أن الخلايا الجذعية تُعتبر الاستثناء الأوحد، وهو السبب الذي تدخل على إثره في العديد من الإجراءات، سواء العلاجية على الصعيد الطبي، أو التكميلية على الصعيد التجميلي، ومن هُنا بدأت فكرة استعمال هذه الخلايا لعلاج العديد من مُشكلات الشعر والبشرة.

مع العلم أن هُناك نوعان للخلايا الجذعية، وهي الخلايا الجذعية الجنينية \”Embryonic stem cells\”، والخلايا الجذعية البالغة \”Adult stem cells\”.

على الرغم من أن النوع البالغ له القُدرة وفقُا لعِدة أبحاثٍ حديثة على الانقسام وإعطاء خلايا مُختلفة؛ إلا أن الجنينية منها والتي يتراوح عُمرها بين 3 وحتى 5 أيام هي الأكثر قُدرةً على التنوع عند الانقسام، ويعود لها الفضل في الكثير من حالات تجديد الأنسجة والأعضاء التالفة، والعمل على إصلاحها.

الخلايا الجذعية للبشرة

بين الحين والآخر تظهر آلياتٌ يلجأ إليها أطباء الجلدية ومُختصو التجميل في إطار العمل على التطوير والتسهيل من فكرة العناية بالبشرة وتجميلها، تحديدًا فيما يتعلق بجانب التصدي لعلامات التقدم في السن والشيخوخة، وعلى رأسها التجاعيد المُزعجة والخُطوط بكافة أشكالها وصورها.

لذا في الوقت الراهن هُناك العديد من آليات التجميل المُتطورة للعناية بالبشرة، ولكن التطور في الواقع قد لا يرتبط في الكثير من الأحيان بالآلات والمُعدات الحديثة، فأصل التطور فكرة، وتوصل إلى اكتشافٍ ما، ودُخول الخلايا الجذعية في عالم العناية بالبشرة يُعد من العلامات الفارقة التي قد يتغير مفهوم التجميل بشكلٍ كبيرٍ على إثره.

حاليًا يلتقي دربا الطب والتجميل في نُقطةٍ هي الأكثر أهمية واشتمالًا على الكُنوز من الفوائد، والحديث هُنا عن الخلايا الجذعية، التي أُجري حولها ما لا حصر له من أبحاثٍ فيما يخص علاجات الزهايمر، السرطان وغيرها.

السبب الذي تدخل على إثره في عالم التجميل هو ذاته في عالم الطب، وهو التجدد الدائم، مع العلم أن الخلايا التي يتم استعمالها للبشرة قد لا تكون خلايا بشرية حتى.. نعم، هذا صحيح، فكثيرًا ما يتم العمل على استخلاص هذه الخلايا من الحيوانات والنباتات، ووضعها في مُستحضرات التجميل.

لكن في العيادات التجميلية يتم التركيز على الخلايا الجذعية البشرية، والتي يتم استخلاصها من الحالة ذاتها الراغبة في الخضوع للإجراء، وفي وقتنا الراهن هذا العلاج يُعتبر أبرز الإجراءات التجميلية غير الجراحية، والتي قد تُعطي في الكثير من الأحيان نتاجًا تفوق في جودتها تفوق حتى النوع الجراحي.

لهذا الإجراء القُدرة على تجديد خلايا الوجه، وجعله يظهر بشكلٍ شبابيٍ أكثر مما هو عليه، مُتخلصًا مما شابه من تجاعيدٍ على إثر التقدم في السن، ومُعززًا لما يشتمل عليه من نسبٍ للكولاجين، مع قُدرته على زيادة نشاط الدورة الدموية في المنطقة الخاضعة للعلاج.

كيف يتم شد الوجه بالخلايا الجذعية؟

بعدما تناولها مفهوم الخلايا الجذعية التي دخلت على إثرها في عالم التجميل والعناية بالبشرة، الشعر وغيرها علينا التطرق إلى المراحل التي قد يواجهها من يخضع لهذا الإجراء التجميلي.

في البداية يعمل الطبيب على استخلاص بعض الأنسجة الدهنية من الجسم، وغالبًا ما يتم استخراجها من منطقة البطن، وهذه الأنسجة يتم مُعالجتها بشكلٍ دقيقٍ ومُتطور، في معاملٍ تختص بفصل مُكونتها، ينتج عن هذه العملية الكثير من المواد والخلايا، على رأسها الخلايا الجذعية.

هذه الخلايا يتم تعبئتها في إبرٍ أو حُقَن، ومن ثُمَّ يعمل أخصائي التجميل أو طبيب الجلدية على حقن هذه الخلايا في الأنسجة الخاصة بالوجه، مع العلم أنه في الكثير من الأحيان يُعمل على خلط هذه الأنسجة بموادٍ أخرى تُعزز من نُمو الأنسجة وتجددها.

نظرًا لقُدرة هذه الخلايا على الانقسام لخلايا أُخرى مُختلفة تبدأ المواد التي تم حقنها في مُحاكاة أنسجةٍ أُخرى، فتقوم بعملها، ما يُسرع من العمليات التي يُفترض أن تتم بشكلٍ طبيعي في البشرة، مثل إنتاج الكولاجين مثلًا.

مع العلم أنه في بعض الحالات يلجأ الأطباء إلى إحداث بعض الخدوش في مناطق مُعينة من الوجه، ذلك بهدف حث الخلايا الجذعية على العمل، وتحفيزها على تجديد البشرة بشكلٍ أكبر وفعالٍ أكثر.

على إثر ذلك يبدأ الوجه في الامتلاء والاكتناز مرةً أخرى، ليستعيد حجمه الطبيعي، تاركًا التجاعيد وعلامات التقدم في السن وراء ظهره، وفي النهاية يمتلك من يخضع لهذا الإجراء بشرةٍ ذات لونٍ مُوحدٍ ومُميز، مع ملمسٍ مرن شديد النُعومة.

بشكلٍ عام يُمسي لديه وجهٌ مشدود، تعتريه علامات الحيوية والشباب، ما يمنح متلقي هذا العلاج مظهرًا عامًا يجعله أصغر من سنه بشكلٍ ملحوظٍ للجميع.

يتم وصف علاج البشرة بالخلايا الجذعية على أنه علاجٌ مثالي، ويرجع السبب وراء ذلك إلى كونه إجراء غير مُكلف، وهذا مُقارنةً بمثائله وبدائله الأخرى، كما أنه لا يتطلب إحداث شقوقٍ وجراحٍ في الوجه تاركةً ندباتٍ وعلامات، وعلاوة على كُل ذلك يُقدم مركز بسمة الحياة الطبي عروضًا لا تُفوت بين الحين والآخر على جلسات العلاج عن طريق هذه الخلايا وغيرها من الآليات.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Seraphinite AcceleratorOptimized by Seraphinite Accelerator
Turns on site high speed to be attractive for people and search engines.