ماهي الخلايا الجذعية؟
الخلايا الجذعية هي خلايا فريدة من نوعها ، وتعتبر أساس جميع الخلايا الموجودة في جسم الإنسان ، ويعزى سبب تميز هذه الخلايا إلى قدرتها المدهشة على الإنقسام والتكاثر ، وهو ما يساعد على إصلاح الخلايا والأنسجة التالفة بجسم الإنسان .
تتواجد الخلايا الجذعية بصورة طبيعية في جسم الإنسان ، وهى لازمة لتجدد الخلايا ، كما في خلايا الجلد على سبيل المثال التي تتجدد على نحو دوري منتظم . أيضا فإن الخلايا الجذعية مسئولة عن إستبدال أنسجة الجسم التالفة بأخرى سليمة ، كما في حالات التمزق العضلي ، حيث تقوم بإصلاح الأنسجة العضلية التالفة وإستبدالها بأخرى سليمة . وتشير بعض الدراسات التي أجريت على الخلايا الجذعية أنها تلعب دورا هاما في الوقاية من الأمراض ، ولاسيما الأورام السرطانية ، وأن أي خلل بها من شأنه أن يؤدي إلى زيادة قابلية الجسم للإصابة بالأمراض .
تستخدم الخلايا الجذعية حاليا للأغراض العلاجية على نطاق ضيق جدا ، حيث يقتصر إستخدامها على أمراض الدم والمناعة ، كسرطان الدم \” اللوكيميا \” وسرطان الغدد الليمفاوية ، كما تستخدم في بعض الأحيان كعلاج تكميلي مساعد في الأورام السرطانية الأخرى . ولاتزال الأبحاث والدراسات جارية لتطوير إستخدامات علاجية أخرى ، والتأكد من مدى فاعليتها .
وعموما فإن النتائج الأولية مبشرة إلى حد كبير ، وهو ما يفتح الباب لإستخدام تقنية الخلايا الجذعية في العديد من الأغراض العلاجية في مجالات طب الأمراض الجلدية والطب التجميلي خلال سنوات قلائل ، ولعل أهم هذه الإستخدامات المنتظرة قريبا ، ما يلي :
- علاج كافة الأورام السرطانية الجلدية ، ولاسيما سرطان الميلانوما .
- علاج الأمراض الجلدية المزمنة ، مثل مرض الصدفية .
- إصلاح الجلد خلال وقت وجيز في الحالات الشديدة والخطيرة للإصابات الجلدية ، مثل الحروق من الدرجة الثالثة ، الجروح القطعية العميقة ، والإصابات الناجمة عن الحوادث .
- إستخدام الخلايا الجذعية كخيار علاجي أو وقائي للحد من ظهور علامات التقدم بالعمر ، والحفاظ على البشرة بحالة صحية جيدة ومظهر أكثر شباب وحيوية .
- تعزيز نمو الشعر في حالات الصلع . كذلك فإن الخلايا الجذعية ستمثل الحل الأمثل والنهائي لعلاج حالات تساقط الشعر .
وعلى الجانب الآخر ، سيكون من الممكن إستخدام الخلايا الجذعية كعلاج نهائي في حالات القصور الوظيفي للغدد الصماء ، حيث ستقوم هذه الخلايا بإصلاح الغدد المعطوبة كي تعاود العمل بكفاءة تامة ، وهو ما يفتح المجال لإيجاد حلول علاجية نهائية لأمراض مزمنة كمرض السكري ( إصلاح البنكرياس ) وخمول الغدة الدرقية .. إلخ .
سيكون لطب الأورام جانب كبير من الدراسات المخصصة لدراسة تقنية الخلايا الجذعية لتطوير وسيلة علاجية ووقائية فعالة ضد الأورام السرطانية . وللحق فإن النتائج الأولية لهذه الدراسات مبشر جدا .
وفي الختام .. يأمل العلماء في إستخدام تقنية مشتقة من الخلايا الجذعية تهدف إلى تخليق الأعضاء البشرية ، فتحقيق أمر كهذا سيساعد في علاج العديد من التشوهات والعيوب الخلقية ، كما أنه سيكون بديل مثالي وفعال في علاج حالات فشل أعضاء الجسم ( الفشل الكلوي ، الفشل الكبدي ، فشل القلب .. إلخ ) ، كما سيساعد في علاج حالات الرضوح والإصابات الشديدة الناجمة عن التعرض للحوادث .