...

يرقان الرضع حديثي الولادة

ما هو يرقان الرُضع؟ ولما يكثُر حديث واستفسار الآباء عنه في الشهور الأولى لصغيرهم؟ هُناك الكثير من الحالات المرضية التي يتوجس الآباء منها خيفةً ويقومون بالبحث وراءها بتعمُقٍ كبير، خوفًا من أن يكون أبناؤهم يُعانون منها، واليرقان يتربع على عرش قائمة هذه الحالات؛ فما هو اليرقان؟ وما هي أعراض، أسبابه، آلية تشخيصه وعلاجه؟

ما هو اليرقان؟

يرقان الرُضع يُعرف أيضًا في الكثير من البلاد العربية باسم مرض الصفراء، وهي من الحالات التي تكون شائعةً للغاية بين فئة الأطفال، وأول ما يُستدل به عليه من علاماتٍ وأعراض هو ظُهور الجلد وخاصة الوجه بالإضافة إلى العينين بلونٍ أصفر.

هذا اللون يُعبر عن ارتفاع ما يُعرف باسم البيليروبين \”bilirubin\”، ويُمكن تفسير هذه المادة وتعريفها على أنها من صور المواد الصبغية صفراء اللون، والتي تنتج على إثر انهيار خلايا الدم الحمراء وما يشتمل عليه من كُريات.

يرقان الرُضع

هذه الحالة المرضية قد يُعاني منها كُلٌ من الكبار والصغار على حدٍ سواء، فلمَّ هذا الاهتمام والخوف الكبير من فكرة مُعاناة الرُ   ضع منه؟ وهل يختلف المرض في شدته وأضراره بين الرُضع حديثي الولادة وبين البالغين؟

في واقع الأمر إن الحالة المرضية هي نتاج نفس العوامل في الحالتين، ولها نفس الآلية تمامًا؛ على الرغم من الاختلاف الكبير في السن، ولكن ما يُشكل عامل الاختلاف الأبرز هُنا هو أن للكبد القُدرة على علاج مادة البيليروبين لدى البالغين والأطفال الأكبر سنًا، ولكن أليسَّ للرُضع حديثو الولادة كبد؟

بالطبع نعم، ولكنه في هذه المرحلة من مراحل حياتهم لا يكون قد ارتقى وتطور بعد للمرحلة التي تجعله قادرًا على تنقية الدم من البيليروبين، والذي يُعد من المُركبات التي تنتج بشكلٍ طبيعي على إثر انهيار كُريات الدم الحمراء وخلاياها.

الأمر السار هُنا أن يرقان الرُضع غالبًا ما يختفي من تلقاء نفسه، في فترةٍ تتراوح بين 2 وحتى 3 أسابيع، وذلك نتيجةً لتطور الكبد، وقُدرته على مُجابهة هذه الصبغة الصفراء، لكن هذا لا يعني الانتظار فحسب حتى يتماثل الصغير للشفاء.

فلهذه الحالة المرضية القُدرة على التطور بشكلٍ كبير، الأمر الذي قد يُؤدي إلى مُضاعفاتٍ واضطراباتٍ عِدة، مثل الشلل الدماغي، تلف الدماغ أو حتى المُعاناة من الصمم، ولكن هذه الحالات نادرة للغاية، ولا تحدث إلا على إثر الإهمال.

لذا إن أول ما على الآباء القيام به وفقًا لمُنظمة الصحة العالمية هو العمل على تفحص نسبة الصفراء عند حديثي الولادة، وذلك في المُستشفى في عُمرٍ يتراوح بين ثلاثة وحتى خمسة أيام للوليد.

جدول نسبة الصفراء عند حديثي الولادة

هُناك بعض النسب التي يتم على إثرها التوصل إلى حالة الطفل حديث الولادة، ومعرفة ما إذا كان يُعاني من اليرقان أو الصفراء من عدمه، الأمر الذي يُساهم في التوصل إلى علاجٍ مُبكر، وتلقيه رعايةً في مهد حالته المرضية.

ما يُقلل بشكلٍ ملحوظٍ من احتمالية حُدوث مُضاعفاتٍ واضطراباتٍ لا يُحمد عُقباها، ويتم التوصل إلى هذه النسب عن طريق تحليل بيليروبين الدم.

فهذه المادة كما ذكرنا تتواجد في الدم بشكلٍ طبيعي، ولكن يُستدل إلى المُعاناة من اليرقان على إثر ارتفاع نسبتها، ويأتي جدول نسبة الصفراء عند حديثي الولادة ومدى الحاجة إلى الرعاية والبقاء في الحضانة على النحو التالي:

العُمر (بالساعات)نسبة البيليروبين (ميكرومول / لتر)
0  
6< 100< 112< 100< 100
12< 125< 125< 150
18< 137< 150< 200
24< 150< 175< 250
30< 112< 162< 200< 300
36< 125< 175< 225< 350
42< 137< 187< 237< 400
48< 150< 200< 250< 450 
54< 162< 212< 262
60< 175< 225< 275
66< 187< 237< 287
72< 200< 250< 300
78< 262< 312
84< 275< 325
90< 287< 337
96 فأكثر< 300< 350
الإجراء اللازممتابعة مستوى البيليروبين بين 6 – 12 ساعةتكرار التحليل بعد 6 ساعات والتفكير في العلاج الضوئي \”الحضانة\”بدء العلاج الضوئي ووضع الوليد في الحضانةالبدء في نقل الدم ووضع العلاجات المُلائمة

جدول نسبة الصفراء عند حديثي الولادة أعلاه هو ما يتم الاستناد إليه في العمل على تشخيص الطفل، بجانب كُل من:

·       الخمول.

·       الصُراخ بصوتٍ عالٍ.

·       الحُمى وارتفاع درجة الحرارة.

·       اصفرار بياض العينين والجلد بشكلٍ أكبر، وهي العلامة الأبرز على يرقان الرضع.

مع العلم أن الحالات الشديدة والمُتطورة من اليرقان قد تكون نتاج مُعاناة الرضيع حديث الولادة من إحدى الحالات المرضية الآتية:

·       عدوى الدم أو تعفن الدم.

·       انخفاض مُستوى الأُكسجين.

·       اختلاف فصيلة دم الرضيع عن الأم.

·       المُعاناة من كدمات على إثر صعوبة الولادة.

·       امتلاك نسب كُريات حمراء أعلى من الطبيعي.

·       الاضطرابات الكبدية، وتحديدًا رتق القناة الصفراوية.الحضانات التي يتم فيها وضع الرُضع مُرتدين الحفاضات والنظارات الواقية هي حضانات مُخصصة؛ يتم فيها تسليط ضوءٍ أزرق اللون عليهم، لتعزيز تفكك البيليروبين، كما أن عملية نقل الدم تتم بكميات صغيرة للغاية في حال ما كان ذلك ضروريًا، وفي كُل الأحوال يجب التعامل مع خُبراء مُختصين في طب الأطفال، كالذين يوفرهم مركز بسمة الحياة الطبي.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Seraphinite AcceleratorOptimized by Seraphinite Accelerator
Turns on site high speed to be attractive for people and search engines.